الــــــــــــــــــــــرحــــــــــــــــــاب لصاحبه محمود عبد الستار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

متحف محمد محمود خليل

اذهب الى الأسفل

متحف محمد محمود خليل Empty متحف محمد محمود خليل

مُساهمة من طرف محمود عبد الستار الأربعاء مايو 21, 2008 6:58 am

متحف محمد محمود خليل Mhmood_khalel1متحف محمد محمود خليل Mhmood_khalel2متحف محمد محمود خليل Mhmood_khalel3متحف محمد محمود خليل Mhmood_khalel4متحف محمد محمود خليل Mhmood_khalel5متحف محمد محمود خليل Mhmood_khalel6متحف محمد محمود خليل واحد من أهم المتاحف في مصر. وهو في الاصل قصر لصاحبه، جمع فيه مختارات من كنوزالفن العالمي، ثم وهبه مزارا ومتحفا للمتذوقين.
محمد محمود خليل، واحد من اثنين تدين لهما حركة الفنون في مصرالحديثة. الاول هو الأميريوسف كمال الذي انشا مدرسة الفنون الجميلة. اما محمود خليل، فقد وهب نفسه وماله لاقتناء الاعمال الفنية ورعاية الفنانين.

في منزله.. قصره.. متحفه.. تتجاوراللوحات والعصور تصرح بان للرجل فضل، كبير في عالم الفنون، ليس في مصرفحسب، بل في العالم أجمع.

امام عظمة المكان وجمال مقتنياته نقف بصمت، فالصمت في حرم الجمال جمال.
وفي الوقت الذي يملا الإعجاب فيه عيوننا بلوحات وتحف نادرة يضمها متحف محمود خليل وحرمه، فإن نفوسنا تفيض إكبارا لذلك الرجل الذي عشق الفن وأنفق عليه بسخاء، ومن جراء تأزر ذلك العشق السامي للفن والذي عُرف به محمود خليل وهواية زوجـتـه إميلين هيكتور باقتناء الروائع التشكيلية والتحف الفنية ولد هذا المتحف الذي يعد من أروع الثروات الفنية في مصر.

وتبقى روحا محمود خليل وزوجته اسمى واعطم حيث تنازلا وبطيب خاطرعن هذا المتحف لشعب مصر لقيمته الفنية التي لا تقدر بثمن.

وبين عظمة لوحات ديلاكروا ورينوار وفان جوغ وأعمال رودان وغيرهم من كبار فناني العالم كانت جولتنا في رحاب متحف محمود خليل.. امام البوابة الخارجية للقصر، شيدت على النيل لوحة من الرخـام البـارز بالخط الكوفي العريض تستقر وسط فسقية من المياه تبرز منها لوحة بفخرواعتزاز"متحف محمد محمود خليل وحرمه" باللغتين العريية والإنجليزية.

ترفع راسك فـيفاجئك البناء جالما، وقادما نحـوك من عصر مضى، تفصلك عنه حديقة موشومة بنخيل ملكي باق من زمن صاحبه، والحديقة على الطراز الكلاسيكي بها اعمدة نور لها أبهة قديمة.

تبدا الحديقة بمحوررئيسي من شارع الجيزة حيث يتجه نحو مدخل القصر ومحورفرعي يتجه ناحية تمثال صاحب القصر.

نخطو ناحية التمثال وبداخلنا قدرمن حنين الاكتشاف، الى عصرمنتفض بجلال هولاء الذين أحبوا الفنون يوما واقتنوها، منتزعين اياها من ازمـانها واوطانها، وقـدموها- تلك التحف واللوحات والتماليل النادرة- إلى شعوبهم منحا لا ترد. هؤلاء رعـاة الفنون في النصف الأول مرن القرن العشرين، ومنهم صاحب التمثال بشاربه التركي وطربوشـه المميز، وبسمته الغامضة الصارمة، الذي حلم يوما بان يقيم متحفا على غرار اللوفر،، والذي جمع اعدادا لا تحصى من اللوحات والتماثيل النادرة.

لقد شيد متحف محمد محمود خليل في العام 1920 وافتتح بإنجـازه الجديد في اكتوبر 1995، وبعد نصف القرن من وفاة صاحبه امكن تحقيق وصيته بتحويل قصره الى متحف فني يحتوي على روائع الفن، واحتفل بافتتاح المتحف في احتفال بهيج حضره كل عشاق الفنون الجميلة في مصر، وكان لافتتاحه صدى عالمي اهتمت به كل الأوساط الفنية على المستويين المحلي وا لعالمي.

كان البناء يبدو مثل قلعة بطرازه الفرنسي "الأرديكو" بضلعين بارزين لكل ضلع شـرفـتين، واحـدة مشغولة بالحديد واخـرى بعرائس تجريدية إيطالية، فيما يلوح الدورالثالث مزينا بعقود منقوشة بزخارف، والواجهة الشرقية للقصر والتي تطل على النيل بطراز "ارنوفـو"، الذي ظهر بفرنسا في العام 1875.
نخطو على ممر من رخـام يحـيطه العشب والنباتات المزهرة لنقف امام البوابة الخـارجية للقصرننتطر الإذن بالدخول لنجوب عصر الفن حيث تتواتر الصوروالتحف ناطقة بلغة الفنون الجميلة. لكن لم العجلة؟

نحن لم نعرف بعد صاحب القصر ولم نعرف أيضا عصره.

ترتبص حركة النهضة في مصرمنذاواخر القـرن الماضي بمدى اهتمام الحاكم، وطبقة الأغنياء بالعلم والفنون، وهذه حقيقة اكدتها حركة تطورالفنون في مصر.

فمنذ إرسال البعثات الأولى التي أرسلها محمد علي إلى فرنسا، وتبني حفيده اسماعيل فكرة إعادة صياغة مصر لتكون قطعة من اوروبا باستيحائه فكرة الحضارة الحديثة عبر البرلمان، والأحزاب، وفتح المدارس الحديثة، وطرزالعمارة، وتبني افكار التنوير، والاهتمـام بنشر الثقافـة من خـلال الجرائدوالمجلات والترجمة.

منذ ذلك التاريخ ومشروع النهضة يتبناه الأغنياء.

تدين حركة الفنون في مصرالحديثة لرجلين من أبناء هذه الطبقة الأرستقراطية، الاول هو الاميره يوسف كمال " الذي أنشا العام 1908 مدرسة الفنون الجمـيلة، وأوقف لها الأطيان والأموال، واستدعى من الخارج أساتذة الفنون لاكتشاف المواهب الجديدة من بين أبناء طبقات الشعب الكادحة لتعليمهم، ومن ثم إرسالهم في بعثات الى أوروبا لاسـتكمال مشاريعهم في تعلم الفن، ومشاهدة تجلي الحضارة الغريية في أهم مرابعها "باريس"، والثاني هو"محمد محمود خليل بك"، ابن الاسرة الإقطاعية الذي وهب نفسه وماله لاقتناء كنوزالفنون، والذي انشا اهم جمعية لرعاية الفنون الجميلة في العام 1923 ليساهم في تكوين جـيل جـديد من الفنانين، الذين تخـرجـوا مع الدفعة الاولى من العام 1908 حتى 1911م.

لقد استطاع الرجلان (الامـيـروالبك) أن يناضلا من أجل إرساء مبـادئ جديدة، وقيم عصرية حتى يمكن خلق ذوق جديد يواكب الحركة التي مهدت لثورة 1919 لتتضافرمع افكار لطفي السيد ومحمد عبده وفرح أنطون وسلامة موسى وطه حسين والعقاد ومحمد حسين هيكل، ساعين نحو بلورة مشروع جديد يرسي مبادئ للسياسة والفكرو الفنون.

كانت الفنون في هذا الوقت بمعناها الحديث بعيدة عن الفهم والإدراك، تبلورت داخل الافكار الجديدة، يقول الفنان مصطفى الرزاز: "يؤكـد رفـاعـة الطهطاوي على دورالفنون الجميلة في تكوين الوعي، ويؤازره الشيخ محمد عبـده الذي يذلل العقد الشرعية التي تعوق الاهتمام بالفنون، وتتواصل في مطلع القرن سياحات المصريين في أوروبا، ويعود قاسم أمين من رحلة إلى فرنسا مبهورا بما شاهد في متحف اللوفر، وينادي لطفي السيد بإدخال الفنون في مجمع علومنا "ليـحلق الذوق بركب العـقل". وتشترك دعوة المشايخ مع الافندية مع المستشرقين الرسامين والنحاتين المقيمين في مصرامثال فورشيلا ولا بلان في تمهيد الطريق امام يوسف كمال لتاسيس مدرسة الفنون الجميلة. وامام محمد محمود خليل للاقتناء، واقتحام مزادات اوروبا للبحث والشراء عن كنوزالفنون المتنوعة للقرن التاسع.

فـمن ذلك الرجل الذي ركـبـه هوس الفن والاقتناء؟

يقول الكاتب محمد سلماوي: "سيبقى محمد محمود خليل من أكثرالشخصيات التي يحيط بها الغموض وتتضارب حولها الاراء، فهو من ناحية رجل سياسة مقتدر شغل منصب الوزير وعضو مجلس الشيوخ ثم انتخب رئيسا للمجلس ثلاث دورات متتالية، لكنه يذكر أكثر بمجموعته الفنيـة النادرة التي تحـولت إلى واحـد من أهم المتاحف في مصر وهو أخر الامر صاخب واحدة من أكثر الهبات العامة سخاء، فهو قد وهب أبناء بلده متحفا فنيا نادرا على رغم أنه لم يوص بذلك في وصيته.

من ذلك الغامض؟

من ذلد الذي عشق الفن، وانفق عليه بسخاء، وجعله بديلا لمتع كثيرة كانت جديرة به، وبمن على شاكلته من أهل طبقته؟

ما تلك الرغبة، وهذه الدوافع التي تجعل واحدا مثله كجامع للمقتنيات الفنية يمنح وقته وماله لهذه الهواية الغريبة؟

أهو الارتبـاط بالتاريخ؟. أهي اللذة الحسية وحب التملك؟ كما يتساءل "ارجمان" أهي حالة من حـالات البحث عن الخلود وتثبيت ذاته هناك في قصر على النيل؟.

هل كـان الرجل يتمتع بموهبة الخيال، وقراءة طالع ذاته حتى يريد أن يلغي المسافة بين فنائه ليصل إلى حالة من حالات التسامي المحض؟.

كـيف صنع مـا صنع وهو ينتمي لأمـة من الفقراء، كسرت الحاجة ارواحهم؟ أسئلة لا تنتهي حول الرجل وطموحه.

ولد محمد محمود خليل العام 1877 وهوابن ابراهيم باشـا خليل الذي كان يشغل وظيفة مهمة في الديوان الخديوي، وكانت أمه يونانية تنتمي لإحدى حضارات البحـرالمتوسط، وجد نفسط يسعى بين القصور ويشاهد اعمال الفنانين، ويسمع الموسيقى بألاتها الغريية مع الفرق التي كانت تزورقصر الخديوي الجديد.

يلتحق بمدرسة الليسيه فرانسيه بالقاهرة تم يسـافر إلى باريس ليـدرس القـانون بجـامعة السوربون، وهناك تفتح له مدينة النور أبوابها ليتعرف على روح الحضارة.

في العام 1903 يلتقي براقصة مغمورة تدرس الموسيقى بمعهد كونسرفتوار بارشرا اشتهرت باسم "زورو" واسمها الحقيقي "إميلين هيكتورروس، احبها، وكانت عاشقة للفنون والاقتناء، فاختلطت عنده العاطفة مع عشقه لاقتناء كنوزالفن. تزوجها في القاهرة في العام نفسه، وكثيرا ما يذكر اسمها عند الحديث عن تاريخ اقتناء الكثير من الاعمال الفنية.

حدث انه عندما كان في باريس العام 1903 أن دفعت "إميلين" أريعمائة جنيه كاملة في لوحـة "الفتاة ذات رباط العنق التل الانيض" لـ "رنوار" وعندما راجعها محمد محمود خليل في الأمر اجابته ضاحكة: سوف يقدر التاريخ قيمة هذه اللوحة "سعرها الان يزيد على الخمسين مليون دولارفي سوق الفن العالمي".

شارك في تاسيس جـمعية محبي الفنون الجميلة مع الامير يوسف كمال واصبح رئيسا لها من العام 1924 وحتى العام 1952. اصبح رئيسـا للجنة الاستشارية للفنون الجميلة بوزارة المعارف العام 1927.

في العـام 1937 أشـرف على الجناح المصري بمعرض باريس الدولي، وبه عرض الكثيرمن أعمال الفنانين المصريين في ذلك الوقت.

وفي العام 1949 أقيم معرض بباريس عرضت به مختارات فنية من المتاحف المصرية والفرنسية وبعض لوحات لفنانين مستشرقين من مجموعته، ولقد أشرف على هذا المعرض فنانون مصريون وفرنسيون، وكان محمد محمود خليل رئيسما للجانب المصري.

حصل الرجل لكفاحه، وعشقه للفنون، ولدوره في تعريف الفن، وإقامة الجسر بين الثقافتين الفرنسية والمصرية في ذلك الوقت على الكثيرمن الاوسمة والنياشين مثل وسام جوقة الشرف ووسام المجمعيين.

كان لمحمد محمود خليل رأي سلبي في الفن المصري، ويرى فـيـه: أنه لا يرقى لفنون العـالم المتقدم. حدث مرة ان زاره الفنان عزت مصطفى في قصره، وعندما لم يجـد لوحة واحدة لفنان مصري ساله: لماذا لا توجد لوحة واحـدة لفنان مصري؟

اجـابه الرجل: لأني لا أجد من أعمالكم ما يستحق أن يقتنى.

ومن يومها أطلق عليه الفنانون المصريون لقب "الديكتا تور".

ءوعلى رغم موقف محمد محمود خليل من الفن المصري، فإنه كان يتمتع بنفاذ بصيرة، فلقد كان يرى أن الفن الحقيقي لا يتحق إلا بتاثير دافع قوي يفتقده الفنانون المصريون في زمنه.

في المتحف أعمـال الذين مهدوا الأرض للمدرسة التاثيرية، هنا "ديجا" ولوحاته التعبيرية "تولوز لوتريك" وأعمال روما نسية "ديلاكروا" إلى جانب واقعية "ميليه" وكلاسيكية "فيترهالتر" وجمع من المستشرقين الذين عشقوا شمس الشرق وإنسانه، وعاداته وتقاليده أمثال فورمنتان، وبيرشيد، وماريلات، وجبرييل بيسي، نصعد على درجات مفروشة بسجاد احمر، على بسطتها فتارين مزدحمة بتماتيل وقطع صغيرة من الكريستال.

فازات نادرة من "السيفر، الفرنسي، ومن ألفن الصـيني واليـاباني والتـركي والإيراني، وقطع صغيرة أتقن إبداعها الفنان الصيني من احجار الجاد والزمرد والكرشمتال والمرجـان. قنينات صغيرة لحفض التبغ والنشوق، وتماثيل من البرونز والرخـام والجص لكبار مثـالي القرن الماضي كاعمال "رودان" الرهيب، قمة النحت الفرنسي أواخر القرن التاسع عشروأوائل القرن العشرين، في الممر تمثال للروائي الفرنسي "بلزاك" نحته المثال نفسه ليؤكد الاتجاه التاثيري.

هنا اعمال لـ"كاربو، وباري، المتخصص في نحت تماثيل الحيوان، وهنا اعمال لـ"هودن " الذي أبدع البورتريه الكلاسيكي الرصين.

نتامل لوحات "ديلاكروا " حـوريات تستحم، ودراسات لـ "لادوار مانجيه، بالحبر الشيني، ويضوي المتحف بالمجموعة الفرنسـية من اللوحات والتماثيل لأنجب فناني القرن التاسع عشر "هوابين" "رينوا ر" "مـاري كـانت" "شاسيـرو" "كوربيه" " ديجـا" "هنري بلاتور" "جـوجـان" " مانيه" "مونيه " "جوستاف مورو" "بيارو" "فان جوخ" "تولوز لوتريك "، "كا ربيو" " فونتان"، وغيرهم. ندخل من باب الى صالة صغيرة... أنت الان لا تشعر بنفسك، أنت ولجت الباب لحضرة الفن الجميل، تهيأ فانت تسير بالقرب من حجرة، "فان جوغ "و"جوجان" انت على موعد ليغمرك ضوء الشمس وزهرات الخشخاش. على جدارالحجرة من الخارح لوحتان: الطواحين لـ "شارل فرانسوا" وفي ظلال الغابة لـ"هارييتي ".

تدخل إلى حجرة جوجان وفان جوغ، الآن صمت فوق الصمت، وسواد يغلف الجدران، وبعض من كراس مصفوفة على الارض، ويسقط من السقف ضوء لمصباحين على لوحتي زهرة الخشخاش ولوحة المستحمات أو الحياة والموت لجوجان.

أعتقد ان مجموعة محمد محمود خليل من أكبرالمجموعات الفنية الشخصية في الشرق التي تنتسب إلى فنانين عظام قادوا الحركة الفنية في أورويا (بالذات في فرنسا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر) والتي مهدت للاتجاهات الجديدة من فن القرن العشرين.

ويجانب اللوحات المتنوعة، مجموعة الفازات النادرة والأحجار الكريمة مثل الزمرد والكريستال وأعمال اللاكرمن العلب والمشغولات وتلك التي صنعها الفنانون الصينيون والتماليل البرونزية والرخامية والجصية وبعض التماثيل الغرعونية التي صنعها الفنان المصري القديم..
محمود عبد الستار
محمود عبد الستار

عدد الرسائل : 153
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 07/03/2008

https://elrhab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى